والأسود العنسي وطليحة الأسدي وأضرابهم) 1.
ويقول رابعهم حسن بن عمر الشطي في تعليقه على رسالة في إثبات الصفات للحازمي: (فإنه- أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب- كانت لوائح دعوى النبوة تظهر عليه) 2.
ثم جاء أحمد بن زيني دحلان فأشاع هذه الفرية وسطرها في كتبه3 وتلقفها من بعده خصوم آخرون كالعاملي4 وجميل صدقي الزهاوي5 ومختار أحمد باشا المؤيد6 وعبد القادر الإسكندراني7 وغيرهم.
ثم يأتي السمنودي في كتابه "سعادة الدارين"، فيحاول "تلطيف" هذه الفرية وتخفيفها ظنا منه أن ذلك أدعى لقبولها وأيسر في التمويه على سواد الناس، فيقول:
(فكان محمد بن عبد الوهاب المذكور بينهم- أي بين أتباعه- كالنبي في أمته لا يتركون شيئا مما يقول، ولا يفعلون شيئا إلا بأمره) 8.
ولكن يجيء خصم آخر- وهو محمد توفيق سوقية- يرفض ذلك التخفيف، ويسعى بزيادة البهتان على أسلافه فيقول:
(وأوحت له نفسه دعوى النبوة، كسلفه مسيلمة الكذاب، ولكن كان الضعف يخفيها، ولو وجد قبولا تاما من أتباعه النجديين لأظهرها، ودعا الناس إليها، أو لو كان يجد من يمده بالقوة لحمل جميع الأمة لإظهار ما كان يكنه في صدره، نعوذ بالله من الغواية بعد الهداية) 9.
ويقول نفس الكاتب أيضا:
(ولما كان- أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب- مولعا بمطالعة أخبار أسلافه الذين ادعوا النبوة، مثل مسيلمة الكذاب والأسود العنسي، وسجاح، وطليحة الأسدي،