ويقول في موضع آخر:

(ومثل إجماع الصحابة في زمن عثمان رضي الله عنه على تكفير أهل المسجد الذين ذكروا كلمة في نبوة مسيلمة مع أنهم لم يتبعوه، وإنما اختلف الصحابة في قبول توبتهم) 1.

وقد أطال رحمه الله في بيان أخبار المرتدين2 فذكر قصة المختار بن أبي عبيد الثقفي، وما أظهره من صلاح.. ثم زعمه في آخر أمره أنه يوحى إليه. وقال الشيخ بعد هذه القصة:

(وأجمع العلماء كلهم على كفر المختار- مع إقامته شعائر الإسلام- لما جنى على النبوة) 3.

بل إن الشيخ رحمه الله يصرح بأكثر من ذلك بعبارة موجزة، فيقول في ذكر الحقوق الواجبة على كل مسلم:

(وأعظمها حق النبي صلى الله عليه وسلم وأفرضه شهادتك له أنه رسول الله وأنه خاتم النبيين، وتعلم أنك لو ترفع أحدا من الصحابة في منزلة النبوة صرت كافرا) 4.

مما سبق بيانه ندرك أن الشيخ رحمه الله يقرر ويؤكد بأن دعوى النبوة -بعد ختمها بمحمد صلى الله عليه وسلم- كفر وانسلاخ عن دين الإسلام، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الشخص الذي يرفع أحدا إلى منزلة النبوة يصير كافرا، حتى ولو كان هذا -الذي رفع منزلته- صحابيا.

ومع كل ما سبق فإننا نرى بعض خصوم هذه الدعوة السلفية يسطرون فرية ادعاء النبوة للشيخ، ويسودون الصحائف بهذا البهتان.

ومن أوائل الذين ألصقوا بالشيخ هذه الفرية، محمد بن عبد الرحمن بن عفالق حيث يقول في رسالته التي ألفها ردا على عثمان بن معمر أمير العيينة آنذاك، حيث يطعن ابن عفالق في الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فيقول:

(كما ادعا نزيله مسيلمة -أي النبوة- بلسان مقاله، وابن عبد الوهاب حاله) 5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015