منذ بدء ظهورها حملة مكثفة شنيعة عمت البلاد والعباد، فلقد ألصق بعض أدعياء العلم في هذه الدعوة السلفية ما ليس منها، فزعموا أنها مذهب خامس، وأنهم خوارج يستحلون دماء وأموال المسلمين، وأن صاحبها يدعي النبوة وينتقص الرسول صلى الله عليه وسلم.. إلى آخر تلك المفتريات.

وهذا ظاهر في رسالة ابن سحيم- وهو أحد الخصوم المعاصرين للشيخ- حيث بعث بها إلى سائر علماء الأمصار، يستحثهم ويحرضهم ضد الشيخ، وهو في هذه الرسالة العدوانية قد حشد فيها الكثير من المفتريات والأكاذيب ضد الشيخ الإمام.

وأما أثناء مدة الدولة السعودية الثانية، فتبرز آثار مؤلفات دحلان والذي كان مفتيا للشافعية في مكة، فقد عمت وطمت أكاذيبه ومفترياته ضد هذه الدعوة بين الكثير من حجاج بيت الله الحرام، ثم أذاعها أولئك الحجاج في سائر البلاد.

يقول الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي في ذلك:

(سمع الحجاج الوافدون إلى مكة من أشراف الحجاز، وبعض علماء مكة والمدينة التقديس التام من العوام والانقياد الكامل لأقوالهم ضد الشيخ وأتباعه الشيء الكثير من كون أتباع الشيخ لا يحترمون الأولياء والصالحين، ويهدمون قبابهم ... فلهذا أخذ جمهور الناس في سائر الأقطار فكرة سيئة عن الشيخ وأتباعه) 1.

وفي عصرنا الحاضر، يظهر التحامل الشنيع وبث المعلومات الكاذبة عن الدعوة السلفية في كثير من جهود المبتدعة، ومن أبرزها جهود المدعو حسين حلمي ايشيق من استنابول بتركيا، والذي يقوم بتأليف الكتب ضد الدعوة السلفية ونشر المطبوعات والرسائل ضدها، وتوزيعها على سائر بلاد المسلمين، وهذه الرسائل تحوي بين طياتها الكثير من المعلومات المحرفة والأكاذيب المفتراة، فيصدقها الكثير من السذج والبسطاء.

كما أن هذا التجني والكذب على الدعوة السلفية وأئمتها يظهر في بعض الكتب التي ألفت في تاريخ هذه الدعوة وسيرة مجددها، كما هو واضح في كتاب "لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب"، والذي يعتمد عليه الكثير من المؤلفين ممن صنف في تاريخ وسيرة الشيخ محمد، بل إن بعض هذه الكتب يفتعل أحداثاً ويطنب في سردها وسياقها من أجل الافتراء ضد الدعوة والتنفير منها، وهي ليس لها أدنى رصيد من الواقع2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015