ما هي الدوافع والأسباب التي أدت إلى العداء والمناهضة للدعوة السلفية، حتى صنفت المؤلفات والرسائل والكتب ضد هذه الدعوة وبكميات هائلة، ومن مختلف البلاد والأقطار، وعلى مر السنين والأعوام.
من خلال الاطلاع على بعض المراجع التي أشارت إلى تلك الأسباب، ومن خلال مطالعة وتتبع كتب الخصوم، فإنه يمكن إيجاز أبرز هذه الدوافع والأسباب بما يلي:
لعل من أبرز الأسباب التي أدت إلى تشنيع الخصوم في مؤلفاتهم أثناء ظهور الدعوة السلفية، هو ما كان عليه أولئك الخصوم وكثير من المنتسبين إلى الإسلام من الضلال والغي عن الصراط المستقيم، لقد بلغ الكثير من المسلمين قبيل ظهور دعوة الشيخ الإمام أحط الدركات في الضلال وفساد الاعتقاد، حيث عم الجهل وطغى، فعبد غالب المسلمين ربهم بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير، فظهرت البدع والشركيات بمختلف أنواعها، وصارت هذه الأمور الشركية والمحدثات البدعية من العوائد والمألوفات التي هرم عليها الكبير وشب عليها الصغير، فانعكست الموازين وانقلبت الحقائق، وأصبح الحق باطلا، والباطل حقا..
ويوضح ابن غنام الحالة السيئة التي وصل إليها المسلمون في مختلف البلاد، وما كانوا عليه من فساد الاعتقاد واستفحال الكفر والابتداع، فيقول رحمه الله:
(كان غالب الناس في زمانه متضمخين بالأرجاس، متلطخين بوضر الأنجاس، حتى قد انهمكوا في الشرك بعد حلول السنة المطهرة بالأرماس، وإطفاء نور الهدى بالانطماس ...
فعدلوا إلى عبادة الأولياء والصالحين، وخلعوا ربقة التوحيد والدين فجدوا في الاستغاثة بهم في النوازل والحوادث.. أحدثوا من الكفر والفجور والإشراك بعبادة أهل القبور وصرف الدعاء لهم والنذور) 1.
ويصور ابن غنام ضلال بلدان نجد تفصيلا، فكان مما قاله في ذلك:
(وكان في بلدان نجد من ذلك أمر عظيم والكل على تلك الأحوال مقيم، وفي ذلك الوادي مسيم، حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون، وقد مضوا قبل بدو نور الصواب يأتون من الشرك بالعجاب وينسلون إليه من كل باب، ويكثر ذلك منهم عند قبر زيد بن الخطاب فيدعونه لتفريج الكرب بفصيح الخطاب ويسألونه كشف