فيه إلا إلى المساجد الثلاثة، فإنها تشد الرحال إليها لتعظيمها والصلاة فيها، وهذا التقدير لا بد منه، ولو لم يكن التقدير هكذا، لاقتضى منع شد الرحال للحج، والهجرة من دار الكفر، ولطلب العلم، وتجارة الدنيا وغير ذلك. ولا يقول بذلك أحد) 1.

وذكر دحلان الأحاديث في وجوب زيارة القبر النبوي، حيث نقلها عن ابن حجر الهيتمي من كتابه "الجوهر المنظم في زيارة قبر النبي المكرم"، يقول دحلان:

" من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني " رواه ابن عدي بسند يحتج به.

" من زار قبري وجبت له شفاعتي " رواه الدارقطني ".

" من حج فزارني في مسجدي بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي ".

" من زارني بعد موتي، فكأنما زارني في حياتي ".

ثم قال: فتلك الأحاديث كلها في تأكيد زيارته صلى الله عليه وسلم حيا وميتا، والزيارة شاملة للسفر؛ لأنها تستدعي الانتقال من مكان الزائر إلى مكان المزور، وإذا كانت كل زيارة قربة، كان كل سفر إليها قربة..) 2.

وخصص السمنودي باباً في الكلام على إثبات مشروعية، التمسح بالقبور، وتقبيلها وكسوتها، وجعل توابيت أو قباب أو عمائم لها، وأعمال المولد للأنبياء، والأولياء. وغير ذلك3.

وقد تحدث السمنودي عن البناء على القبور، فأشار إلى حديث أبي الهياج "أن لا أدع قبرا مشرفا إلا سويته " قائلا:

(لم يرد تسويته بالأرض، وإنما أراد تسطيحه جمعا بين الأخبار ... كما أن ذلك كان في قبور عظماء المشركين محوا لآثار ما كانت تفعله الجاهلية.. فلا حجة فيه للوهابية، وإلا لكان التسنيم والتسطيح ممنوعين، وقد علمت أنهما مشروعان) 4.

ولما أجاب علماء المدينة المنورة على استفتاء قدمه الشيخ عبد الله بن بليهد رئيس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015