الفصل الأول: التكفير والقتال.. عرض ثم رد وبيان

إن من أشد الشبهات التي أثيرت على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - شبهة: التكفير والقتال، وحتى يأخذ هذا الفصل حقه بشيء من الاستيفاء، فإنه من المناسب أن نورد هذه الشبهة بنوع من الإطناب والتفصيل كما جاءت مسطورة في كتب المناوئين لهذه الدعوة السلفية ثم نتبعها بالرد والبيان. وهناك دوافع وأسباب كثيرة لزيادة العناية بهذا الفصل، والاهتمام به أكثر من غيره من فصول هذه الرسالة، نذكر من هذه الأسباب ما يلي:

أولا: إن مسألة التكفير والقتال من أهم المسائل وأكثرها خطورة في أبواب العقائد، فلا بد من إعطاء تصور تام، وفهم شامل لهذه المسألة؛ لأن التصور الناقص والفهم القاصر لهذه المسألة يؤدي إلى الوقوع في طرفي نقيض، فإما غلو في التكفير كحال الخوارج، أو تمييع وتذويب لمسألة التكفير كما هو حال المرجئة، كما تظهر أهمية هذه المسألة لما يترتب عليها من النتائج والآثار الخطيرة في كلا الدارين: الدنيا والآخرة، كاستباحة الدماء، وحل الأموال، وغيرها مما جاء مفصلا في كتب الفقه، في باب حكم المرتد.

ثانيا: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وكذا أتباعه من بعده وأنصار دعوته، قد اعتنوا بهذه المسألة عناية فائقة، ووضحوا ما أشكل فيها، وبينوها، وفصلوها تفصيلا شافيا كافيا.

يقول د. صالح العبود:

(كان الشيخ يحذر من نواقض الإيمان ومبطلاته، ويبينها، ويبعدها عن المسلمين، ويبعد المسلمين عنها، بكل ما استطاع. ولقد اهتم بذلك أيما اهتمام، حتى كاد أن يستأثر هذا الجانب بكل همته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015