- هل رأيتم قط رجلا كاذبا يستطيع أن يوجد دينا عجيبا؟ إنه لا يقدر أن يبني بيتا من الطوب، فهو لم يكن عليما بخصائص الجير والجص والتراب، وما شاكل ذلك فما ذلك الذي يبنيه بيت، إنما هو تل من الأنقاض، وكثيب من أخلاط المواد؛ وليس جديرا أن يبقى على دعائمه اثنى عشر قرنا يسكنه مائتا مليون من الأنفس (?) ، ولكنه جدير أن تنهار أركانه فينهدم، فكأنه لم يكن، وأني لأعلم أن على المرء أن يسير في جميع أموره طبق قوانين الطبيعة، وإلا أبت أن تجيبه طلبته، كذب ما يذيعه أولئك الكفار وإن زخرفوه حتى تخيلوه حق، ومحنة أن ينخدع الناس -شعوبا وأمما- بهذه الأضاليل.. [توماس كارلايل (?) ] (?) .
-ويقول كارلايل أيضاً: (لقد أصبح من أكبر العار على كل فرد متمدن في هذا العصر، أن يصغي إلى القول بأن دين الإسلام كذب، وأن محمدا خداع مزور، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرجل، ومازالت السراج المنير مدة اثني عشر قرنا لمئات الملايين من الناس أمثالنا، خلقهم الله الذي خلقنا.
أكان أحدهم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائقة الحصر والعد أكذوبة وخدعة؟ أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبدا، فلو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج، ويصادفان منهم ذلك التصديق والقبول، فما الناس إذاً إلا بله ومجانين، وما الحياة إلا سخف وعبث؛ كان الأولى ألا تُخلق) (?) .
- ومن أعظم الشهادات هذا الموج المترادف من قوافل الداخلين في الإسلام، الذي يقدر بمئات الألوف سنويا على مستوى العالم، بل نستطيع أن نقول وبكل ثقة، أنه لا تمر خمس دقائق إلا ويسلم فيها إنسان على مستوي العالم.
- وقد ألف د. جفري لانغ الأمريكي كتابا بعنوان (الصراع من أجل الإيمان) ، يتكلم فيه عن سبب إسلامه، وأنه كان بعد تأمل طويل في الدين، ثم عقد فصلا بعنوان (رسول الله) تكلم فيه كلاما طويلا في كيفية إعجابه بشخصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، وكيف استدل على صدقه (?) .
إلى غير ذلك من الشهادات الصادقة التي ما تركتها إلا إيثارا للاختصار، وقد جمعت في كتب كثيرة منها كتاب (قالوا عن الإسلام) الذي أصدرته الندوة العالمية للشباب، وهو كتاب حافل ملئ بالنقول والشهادات والاعترافات من جميع الملل.
وقد ألف د. خالد السيوطي كتابا حافلا بعنوان "المهتدون إلى الإسلام من قساوسة النصارى وأخبار اليهود حتى القرن التاسع الهجري" (?) .
وقد ألف العديد من العلماء في دلائل ومعجزات النبي (صلى الله عليه وسلم) منهم: البيهقي وأبو نعيم وأبو بكر الفرياني وأبو حفص بن شاهين، وأعلام النبوة لأبي داود السجستاني، "ودلائل الرسالة" لأبي المطرف بن أصبغ القرطبي (?) ، ومن المعاصرين: "الصحيح من معجزات النبي " (لخير الدين وانلي (?) ، "والصحيح المسند من دلائل النبوة "لمقبل ابن هادي
الوادعي (?) وغيرهم، ومجموع هذه الأدلة تربو على الألف دليل (?) .