ما نعتقد وجهة نظر القرآن، في قوله مخاطبًا النبي, صلى الله عليه وسلم: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} 1.

و"المشكلة الثانية" التي يمكن أن تحل، في ضوء المبدأ نفسه، هي مسألة معرفة ما إذا كانت "القداسة" تنتظم بدورها درجات؟

لا شيء يمنعنا من أن نجيب بالإيجاب، شريطة أن تكون جميع الدرجات داخل إطار الكمال، بأوسع معاني الكلمة.

وموقف القرآن واضح كل الوضوح في هذه النقطة، وإليك بعضًا من أقواله:

{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} 2، {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} 3.

ومع ذلك، فلنحذر أن نخلط هنا فكرتين متميزتين تميزًا تامًّا، وإن كانتا متصلتين من بعض الجوانب: "الأقل كمالًا" و"الناقص"، فغالبًا ما ينزلق الفكر تلقائيًّا من إحدى هاتين الفكرتين إلى الأخرى، ويمضي هكذا إلى حد أن يسيء تقدير رجل كامل، بمقارنته برجل أكثر كمالًا.

ولقد اعتنى رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- بتنبيهنا إلى هذا الموقف إزاء رسل الله، وتحذيرنا منه، فقال: "لا تخيِّروني على موسى" 4, وإذا كان القرآن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015