وكان من عادتي أنني لا أحضر لخطبة الجمعة لكوني مواظب على طلب العلم قراءة وسماعاً وتدريساً.

كنت راكبا في باص أريد الذهاب لخطبة الجمعة فإذا بالحديث الديني الصباحي يتكلم أحد المنافقين عن حرب تشرين التحريرية وما قدمه الأسد فيها بطل التشارين ... فلو كان جنبي ذاك المنافق لسحبت لسانه على هذا الكذب فاستثار حفيظتي وقلت في نفسي: سوف أخطب عن هذا الموضوع بالذات حيث كنت لا ألتزم بخطب الأوقاف أصلاً ... المهم أعطيت درسا قبل الجمعة وأنا في غاية الغضب والتوفز وصعدت المنبر وتكلمت عن حرب العاشر من رمضان وبينت أننا لم نحرر شيئا فيها وأن الذي استفاد منها هم اليهود فقط وتكلمت بكلام شديد اللهجة على النظام الأسدي حتى ظن الحاضرون أن الأسد سوف يقصف المسجد بمن فيه ولكن الله سلم ....

أيها الأحبة الكرام:

لا يمكن للمرء أن يحصل على شيء من حقوقه دون ثمن باهظ يدفعه، وهذا أمر طبيعي فهو من السنن الكونية في الحياة ....

فلا بد من الابتلاء والامتحان حتى ينال المرء ما يريد .. قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015