قال تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} [الأنعام:77] أي: إن العبادة إنما تكون لمن يملك الهداية، فالله عز وجل هو الذي يستحق الحب؛ لأنه هو الذي يهدي، وهذه الكائنات الأخرى التي تعبد من دون الله لا تملك هداية، قال عز وجل: {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ} [الأعراف:148] فلابد من هداية البيان، وهذه الهداية التي أنزلها الله على رسله صلوات الله وسلامه عليهم من الوحي المنزل لابد أن يلتزم العبد بها.
إن الإقرار بوجود الله لا يصلح ولا يكفي إذا لم يكن معه التزام الهداية التي أرسل الله بها رسله.
فقوله: ((لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ)) فلا تعبدوا من تشقوا بحبه، ولا تعبدوا من لا يهديكم سبيلاً، ولا يبين لكم أمراً ولا نهياً، وبهذا يتبين بطلان من يزعم إيمان من يقر بوجود الله دون أن يتبع الرسل الذين أتوا بالهداية من عند الله؛ فإن من ترك هداية الرسل فقد ضل ضلالاً مبيناً.
أقول قولي هذا وأستغفر الله.