لإقامة الصلاة أمر عظيم الأهمية في حياة المسلم، إذ الصلاة صلة بينه وبين الله عز وجل، وذلك بأن يقيم ركوعها وسجودها وخشوعها، حتى يحصل على الفلاح وتطمئن نفسه وتقر عينه، فإن الطمأنينة وقرة العين في الصلاة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وجعلت قرة عيني في الصلاة).
(وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة).
(وكان يقول: أرحنا بها يا بلال)، وذلك إذا حصل الخشوع، ولم تكن ثقيلة على الإنسان، قال عز وجل: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة:45 - 46].
وإنما تكون الصلاة ثقيلة إذا لم يجد الإنسان لها طعماً لعدم خشوعه فيها، فتصير تحريك عضلات، وقياماً على الأقدام، وكلفة بلا طعم، فلا تكون مؤثرة أثراً إيجابياً في حياته، فينصرف منها كما دخل فيها، فإنه لا يكتب للمرء من صلاته إلا ما عقل منها.
ونسأل الله العافية.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ينصرف المرء من صلاته وليس له إلا نصفها، ثلثها، ربعها، خمسها) وعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى ذكر عشرها.
فانظر يا عبد الله، ماذا يكتب لك من صلاتك؟ فإن صلاتنا مفتاح نصرنا، وإنما ننصر بالصلاة والدعاء، والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، والله عز وجل أمر بإقامة الصلاة في كل المواضع ولم يقل: صلوا وإنما قال: ((وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ)) وهذا أمرٌ إضافيّ زائد على مجرد الصلاة، وهو قوله تعالى: ((وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ)) وليس في موضع من القرآن: (وصلوا) وإنما أمر بإقامة الصلاة، والله أعلى وأعلم.
وذلك لأن حضور القلب فيها سبب أساسي لتأثيرها المطلوب، وحضور ذكر الله عز وجل في القلب هو أعظم غايتها، كما قال عز وجل لموسى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} [طه:14].
وكما قال عز وجل: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران:42 - 43].