قال ابن القيم رحمه الله: ثم أخبرهم أنه صدقهم وعده في نصرتهم على عدوهم، وهو صادق الوعد، وأنهم لو استمروا على الطاعة ولزوم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لاستمرت نصرتهم، ولكن انخلعوا عن الطاعة، وفارقوا مركزهم، ففارقتهم النصرة، فصرفهم على عدوهم عقوبة وابتلاء، وتعريفاً لهم بسوء عواقب المعصية وحسن عاقبة الطاعة: ((وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ)) وتنازعتم في الأمر بين الرماة، وعصيتم حين تركتم أماكنكم أيها الرماة، ((مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ))، أي: نصرتكم على عدوكم، وقتل أصحاب لواء المشركين، وجري نساء المشركين هاربات.