إن الخير لا يعرف إلا بمعرفة الشر، وبضدها تتميز الأشياء، وإن من أعظم أسباب الفتنة والضلال اختلاط الشر بالخير، وتزيين أهل الباطل دعوتهم بشيء مما يظن أنه حق وخير، فما أوقع الكثيرين في البدع إلا حب التقرب إلى الله، فظنوا أنهم بذلك على خير، وهكذا فإن الشيطان يزين باطله بشيء من الخير، ويفتح للعبد باباً من الطاعة ليوقعه في الهلكة والمعصية.