صفة الكفر بالطاغوت أن يعتقد الإنسان بقلبه بطلان ما زعموه لأنفسهم من صفات الربوبية، أو حقوق الإلهية، وأن يصرح بلسانه بذلك، وأن يعلم أنه حين ينطق بلا إله إلا الله فإنه يعني تكذيبه لكل هؤلاء أو غيرهم، ممن يعبد من دون الله.
ثم يكون عمله مطابقاً لقوله واعتقاده، فلا يطيع الشيطان، ولا يستجيب لدعاته فيما يأمرون به من الكفر والمعاصي.
والكفر بالطاغوت: اعتقاد وقول وعمل، فكمال الكفر بالطاغوت ألا يطيع الشيطان في شيء من المعاصي، ولا يتحاكم إلى من يحكم بغير ما أنزل الله، ولا إلى من بدل شرع الله، ولا يأتي السحرة والكهنة.
فاعتقاده الأول أنهم طواغيت باطلة فيما زعموا هذا الأصل، ونطقه بقوله لهم: ليس لكم من الأمر شيء، وعمله: أنه لا يذهب إليهم، ولا يأتيهم، بل يكذب ذلك بالجهاد وباليد والمال والنفس، لإبطال عبادة الطواغيت من على ظهر الأرض كلها، وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، قال الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} [البقرة:193].
فالفتنة شرك، ولذا كان الجهاد ذروة سنام الإسلام.