لا يزال المؤمن مع ربه تبارك وتعالى في ارتباط واتصال، يرى بين كل وقت وآخر قدرته وحكمته، وتحقق وعده، والمؤمن مع ربه تعالى في وعوده تجاهه بين شد وجذب في الظاهر، فقد يلمح نصر ربه ويتيقن تحقق وعده فيزداد به ارتباطاً ويقيناً ومنه قرباً، وقد يبتعد نصر الله وتختفي من الكون الأمارات على تحقق وعده فهو في هذه الحال بين طريقين: إما أن يضطرب ويتشكك ويضعف إيمانه فيبوء بالخسران المبين، وإما أن يزداد به إيماناً ويقيناً، ويرى مواطن الخلل والضعف فيعالجها، ولسان حاله كما قال سبحانه عن أهل الإيمان: ((هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)).