أثر الخطاب بالبنوة في التربية

قال الله عز وجل: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ} [لقمان:13] فقوله: ((يَا بُنَيَّ)) هذه الكلمة الطيبة التي تذكره بشدة الحب، وقد بوب أبو داود رحمه الله في صحيحه بقوله: باب في الرجل يقول لابن غيره: يا بني.

وذكر تحته جملة من الأحاديث، منها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـ أنس: (يا بني)، وهي كلمة إذا تأملتها في السياق تعطي مشاعر عجيبة في نفس المربي وفي نفس المربى، فبدلاً من الشتم، أو البذاءة في الكلام، وأنواع السباب التي يتعلمها الأبناء من آبائهم، لماذا لا يتعودون على الألفاظ الطيبة، التي لو سمعوها منهم لما قالوا غيرها.

الابن في هذه المرحلة يتلقى من الأسرة أكثر مما يتلقى من الشارع، لو أنه سمع أنواع السباب في الشارع ولكنّ أباه وأمه لم يتلفظا قط إلا بالألفاظ الطيبة، فتأثره بالشارع -رغم سوئه- أقل بكثير من تأثره بالألفاظ التي يستعملها أبواه، خصوصاً إذا نهياه عن ذلك وأشعراه بالحب والشفقة والمحبة والمودة، وهذه الكلمة: (يا بني) تصغير ابني، فتشعره بالعلاقة الطيبة التي بينه وبين ولده، وتشعره أنه يحبه، وأنه ينصحه، وليس لأنه يصدر أوامر عسكرية لا بد أن ينفذها، وهذا يطالب به الأمهات كما يطالب به الآباء؛ فإن كثيراً مما نراه ونسمعه من الأوامر التي تصدر كأنها أوامر عسكرية، تكون دائماً بالنهر وبالغلظة وبالشدة، وغالباً ما تكون في أمور يسيرة تافهة، لبس، خلع، أكل، شرب ونحو ذلك، فهذه الحدة دائماً لا تثمر الثمرة المرجوة لها؛ لذلك لا بد من هذه الكلمة الطيبة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015