الحوار وسيلة هامة في التربية كما دلت عليها هذه الآية الكريمة: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13]، فالوسيلة المذكورة في هذه الآية هي الحوار المباشر، والخاص بين الأب وابنه، أو بين المربي ومن يربيه، هذا الحوار في هذه الجلسة الخاصة التي قعد فيها الأب مع ابنه يعظه، ويبثه مشاعره التي ينبئه فيها بشدة حبه، فهو دائماً يتذكر العلاقة التي بينه وبينه، فتراه يكرر: ((يا بني)) مرات متعددة، فهذه الجلسة مفقودة في أكثر أمور حياتنا، فلا نجد من يجلس مع أولاده؛ ليعظهم ويعلمهم ويربيهم ويؤدبهم بهذه الوصايا إلا قلة نادرة، بل تكاد تكون غائبة إلا من رحم الله عز وجل.
وهذه الوسيلة الحوارية لا تغني عنها الوسائل الأخرى، كوسائل المدارس العامة، أو الدروس المطلقة العامة، ولا تجدي عنها الوسائل المعاصرة كالكتاب أو الشريط أو الخطبة، وإن كانت هذه الوسائل مؤثرة وضرورية ونافعة أيضاً، لكنها لا تغني عن هذه الوسيلة؛ لأن هذه الجلسة الخاصة يبث فيها المربي موعظته ونصيحته، ويسمع كذلك ممن يربيه ما في نفسه، وهذا يعد من أهم الوسائل في التربية.