حكم الأحاديث الموضوعة والإسرائيليات

Q ما أصل الأحاديث الموضوعة التي يطلق عليها بالإسرائيليات؟

صلى الله عليه وسلم السؤال من أصله خطأ، فالأحاديث الموضوعة ليست الإسرائيليات، فبعض الناس يظنون أن الإسرائيليين، أي: اليهود وضعوا في كتبنا أحاديث وهذا من الوهم، فالإسرائيليات هي أخبار بني إسرائيل، والأحاديث الموضوعة هي التي كذبها الكذابون ونسبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بينها أهل العلم، وأخبار بني إسرائيل منها ما يصدق وهو ما يوافق الكتاب والسنة، ومنها ما يكذب وهو ما يخالف الكتاب والسنة، ومنها ما يتوقف عنه فلا نجزم بأنها صحيحة أو ضعيفة، وقد عرف بالنقل عن أهل الكتاب: كعب الأحبار وكان ممن أسلم من أهل الكتاب وكعب الأحبار رجل ثقة عالم، وإن كان ينقل أخبار أهل الكتاب، فلا يعني هذا أنه أدخلها بسوء نية، بل كعب الأحبار رجل علم.

وكذلك وهب بن منبه وهو أحد الزهاد والفضلاء، وقد نقل عنهم أخباراً كثيرة، ولكن الأخبار التي رواها عنهم إنما هي من باب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) أي: فيما لا يعرف كذبه، والإسرائيليات تحتاج إلى التنقيح؛ لأنه قد يغيب عن المسلم شيء من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، أو قد يغفل أن بعض هذه الأخبار مخالف للكتاب أو للسنة الصحيحة فلا ينتبه.

فأخبار بني إسرائيل تعرض على الكتاب والسنة، فما وافقهما قبل، وما خالفهما رد، وما لا يوافق ولا يخالف نسكت عنه، وأما الأحاديث الموضوعة فمعلومة؛ لأن الكذابين والوضاعين معروفون، وهم الذين نسبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أما الإسرائيليات فلا تنسب للرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما تنسب إلى بني إسرائيل، إلى سيدنا موسى وسيدنا عيسى وغيرهم من الأنبياء فالإسرائيليات تروى عن كعب الأحبار وعن وهب بن منبه، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمرو بن العاص كان ينقل الإسرائيليات حيث أنه وجد زاملتين فيها كتب لأهل الكتاب فأخذ بكلام النبي صلى الله عليه وسلم: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)، وليست الإسرائيليات كلها سيئة، بل إن فيها أخباراً موافقة للكتاب والسنة، والكتب التي بين أيديهم الآن لو أن رجلاً قرأها لوجد فيها أموراً توافق ما عندنا نحن المسلمين، وهذا الأمر مما تصح روايته عنهم، فإذا قلنا: إن عبد الله بن عباس، يروي عن كعب فقد وجدت أخبار كثيرة جداً نجزم ونوقن أنها مأخوذة عن أهل الكتاب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015