قال ابن كثير رحمه الله: فجمعوا الجموع والأحابيش، والأحابيش هم: من حول قريش، يعني: من أنفسهم وممن حولهم، وأقبلوا في قريب من ثلاثة آلاف حتى نزلوا قريباً من أحد تلقاء المدينة، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، فلما فرغ منها صلى على رجل من بني النجار يقال له: مالك بن عمرو.
يعني: صلى عليه صلاة الجنازة، واستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس: أيخرج إليهم أم يمكث بالمدينة، فأشار عبد الله بن أبي بالمقام بالمدينة، وألا يخرجوا منها، قال: فإن أقاموا أقاموا بشر محبس، وإن دخلوها قاتلهم الرجال في وجوههم ورمتهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم، وإن رجعوا عن القتال رجعوا خائبين، وكان هذا رأياً سديداً من جهة الخطة العسكرية، وهي أن المسلمين أمكن بالمدينة، فهم متمكنون فيها، فلو بقي المشركون خارج المدينة في الصحراء أقاموا بشر محبس، أي: كانوا محبوسين في شر مكان؛ لا طعام ولا شراب ولا مسكن، وقد يبقون مدة طويلة خارج المدينة، قال: وإن دخلوها قاتلهم الرجال في وجوههم، والنساء والصبيان من فوقهم، أي: رموهم بالحجارة، يعني: سيحكم الخناق على كفار قريش في أزقة المدينة وطرقاتها، قال: وأشار آخرون من الصحابة ممن لم يشهد بدراً بالخروج إليهم.