تخشع القلوب إذا تدبرت كتاب الله عز وجل، وكما قال عثمان رضي الله عنه: (لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله)، فعندما تكون القراءة طويلة في الصلاة وتقول: متى يركع؟ ومتى تنتهي هذه الصلاة؟ فتحس بسعادة غامرة عند انتهاء الصلاة، فإن كانت سعادتك بسبب إتمام النعم عليك، فهذا من فضل الله عز وجل، وإن كانت سعادتك لأنك انتهيت مما ألزمت به نفسك، وأنت بعد لم تحصل على قرة العين، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (وجعلت قرة عيني في الصلاة) فأنت تحتاج إلى مراجعة.
فليس المقصود هو مجرد الوقوف: (فرب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب، ورب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش)، نعوذ بالله من ذلك.
فنحتاج إلى أن تخشع قلوبنا، قال عز وجل: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون:1 - 3]، فتأمل هذا الاقتران جيداً، فإننا لا نجد أنفسنا في الصلاة، ولا تفتح القلوب ولا تفتح الأبواب بكثرة الانشغال باللغو، وبتضييع العمر فيما لا ينفع.