قالوا: ((وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا))، إن التوكل والصبر واجب في كل وقت وحين، وهذه عبادات لا ينفك عنها المؤمن.
وبهذا تنال الإمامة في الدين لا بمجرد العواطف غير المنضبطة، ولا بحسابات عقول قاصرة ضعيفة تدرك الأسباب المادية دون المن الإلهي الذي يمن به على من يشاء، ويفتح به أبواب الخير لمن يشاء سبحانه وتعالى.
قال عز وجل: ((وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا)).
بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، كما قال عز وجل: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة:24]، فلا بد من اليقين الذي هو ثمرة التوكل على الله عز وجل، وثمرة الإيمان الصادق بأن وعد الله عز وجل لا يخلف، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور:55].
((وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا))، فالأذى وارد، ولابد أن يجده من يسير في طريق الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ولابد من الصبر، ولا يجوز أن ينفك المؤمن عن الصبر والثبات في حال من الأحوال.
قال تعالى: ((وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ))، تأكيد جديد على أهمية الجمع بين الصبر والتوكل على الله، وسوف يجعل الله من ذلك أوسع الفرج بفضله عز وجل.