طلب المعجزات

قال تعالى: ((فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ))، والشبهة الثالثة التي يتمسكون بها هي: أنكم أيه الرسل لم تأتونا بمعجزة، فهم يريدون المعجزات المقترحة، يقترحون مثلاً: أن يجعل الصفا ذهباً، أو ناقة تخرج من بطن الجبل يقترحون أنواعاً من المعجزات مفصلة على قدر عقولهم السخيفة، مع أن البينات قد أتت، والرسل قد وضحت، ولكنهم لم يقبلوا البينات، ولو أتى الرسل بآلاف المعجزات فإنهم لن يؤمنوا بذلك، فقد أتت الناقة لقوم صالح فهل آمنوا؟ وقد رأى الناس معجزات موسى وعيسى فهل آمنوا؟ فرعون رأى بعينه السحرة يسجدون؛ لأن عصا موسى التي تحولت ثعبان قد أكلت كل ثعابينهم، فهل آمن؟ ورأى الآيات تلو الآيات، فرأى الجراد، والقمل، والضفادع، والدم آيات مفصلات، رأى البحر ينفلق أمام عينيه بضربة من عصا موسى، فهل آمن؟ الحقيقة أنهم لا يؤمنون مع وجود السلطان المبين الذي يزعمون أنه إن حصل قبلوا به وآمنوا؛ ولأنهم نوعية خبيثة من مرضى القلوب فلا يؤمنون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015