شهر رمضان -يا عبد الله- شهر محبةٍ ووئام، إن كان بينك وبين إخوانٍ لك شحناء وبغضاء وغل وحسد فلا يأتي هذا الشهر إلا وقد رفعته عن قلبك، فإن الله لا يغفر لعبدين متشحانين، ترفع الأعمال إلى الله كل اثنين وخميس؛ فيغفر الله لكل عبدٍ لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلين بينهما شحناء، إن كان بينك وبين أخيك نزاعٌ وخصام وخلاف وبغضاء وشحناء، فالله الله في هذا الشهر أن تصلح ما بينك وبينه {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الحشر:10] كيف يقوم الليل من قام وفي قلبه لأخيه شحناء؟ كيف يتلذذ من يقرأ القرآن وفي قلبه على أخيه شحناء وبغضاء؟ كيف يهنأ بفطره ويتلذذ بصومه من بات ومن أصبح وأمسى وفي قلبه غلٌ على إخوانه المسلمين؟ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات:10].