أخي الكريم: إن الله جل وعلا وصف هذه الأيام فقال: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة:185] أعظم كلام أنزل! وهو الخلاص للبشرية، وهو النور لهذه الأمة متى نزل؟ نزل في رمضان لعظم هذا الشهر الذي غفل عنه كثيرٌ من الناس، ولماذا أنزل القرآن؟ {هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185] ولهذا كان هذا الشهر وهذا القرآن الذي أنزل فيه هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان كم من ضال تائهٍ عاقٍ مذنب عندما تقرأ عليه بعض الآيات، يتذكر ربه، فتدمع عينه، ويخشع قلبه، لم؟ لأنه كلام الله، وكان جديراً أن ينزل بهذا الشهر؛ لأنه أعظم شهر، وفي أي ليلة بالخصوص؟ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر:1] من عظم هذا الشهر أن فيه ليلة أنزل فيها القرآن إلى السماء الدنيا.