الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين
إلهي لا تعذبني فإني مقر بالذي قد كان مني
وما لي حيلة إلا رجائي وعفوك إن عفوت وحسن ظني
يظن الناس بي خيراً وإني لشر الناس إن لم تعف عني
أيها الإخوة الكرام: موضوع حديثنا في هذه الليلة المباركة -إن شاء الله- ونحن نستقبل بفارغ الصبر هذا الشهر العظيم، ونحن نستقبل أياماً كان سلفنا -رحمهم الله- ينتظرونها ستة أشهر، وكانوا يدعون الله أن يبلغهم هذه الأيام، وإذا فارقوه ظلوا أشهراً عديدة يدعون الله أن يتقبل منهم الصيام والقيام هذه الأيام التي غفل عنها كثيرٌ من المسلمين، حتى صاروا لا يشعرون بها إلا عندما تدخل، تدخل وتخرج وما شعر بها كثيرٌ من المسلمين وللأسف!
هذه الأيام كان ينتظرها الصالحون أياماً وشهوراً وليالي كم وكم من إخواننا كان معنا في رمضان الماضي؟ أتذكر ذلك الذي كان يقوم معنا الليل؟ أتذكر فلاناً الذي كان يصوم ويفطر معنا، وكنا نزوره، وكنا نصله؟ أين هو الآن؟ تحت الثرى، يلقى جزاءه عند الله جل وعلا، إن خيراً فخير وإن شراً فشر.