عليك بتعهد إيمانك، وسل عن إيمانك يا عبد الله! إذا رجعت إلى البيت وخلوت بنفسك، ماذا تفعل؟ هل أنت أمام الناس كما تكون لوحدك؟ هل أنت لو خلوت بنفسك تقع في المعاصي؟
إذا فتحت الجريدة أو المجلة ونظرت إليها، ماذا تفعل؟ هل تمعن النظر، أم أنك تصد وتقول: أستغفر الله؟ أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.
ماذا تفعل -يا عبد الله- إذا كنت في السوق لوحدك ولا أحد يراك؟ ماذا تفعل إذا كنت في الدوام واختليت بتلك المرأة، هل تجلس، هل تمكث؟
سل عن إيمانك وتفقد دينك، افتح كتاب الله وجدد إيمانك يا عبد الله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال:2] قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف:201] هل تذكرت الآن يا عبد الله؟ هل انتبهت من غفلتك؟ هل علمت أنك مقصر؟ هل تأكدت الآن أن أوقاتك تضيع سدى، وأن حياتك بدأت تذهب ولا تشعر بها؟
هل علمت الآن أنه سبق المفردون؟ أنه ذهب الناس بالأجر؟ أنه ذهب الدعاة بالغنيمة؟ وأنت جالس في البيت، قد حصلوا أجر الدنيا والآخرة، وأنت جالس و: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} [التوبة:81].