اسمع أيها الأخ العزيز! إلى أحد كبار الوزراء في دولة غريبة نصرانية يقول: إن العقبة الكئود أمام استقرارنا بمستعمراتنا في بلاد الإسلام شيئان.
شيئان هما العقبة الكئود، اللذان يمنعاننا عن الاستقرار في هذه المستعمرات، ما هما؟ هل تظن أنها أعدادنا؟ ألف مليون، هل تظن أنها أموالنا التي تغطي العالم كله؟ هل تظن أنها مناصبنا أو وجاهتنا؟ كل هذا لا يسوى عندهم شيء، انظر ما الذي يصعب الأمر عليهم.
قال: شيئان لا بد من القضاء عليهما: أولهما هذا الكتاب وأشار إلى القرآن، ثم سكت واتجه نحو القبلة وقال: الكعبة، هذان الأمران هما اللذان يمنعاننا من الاستقرار في بلادنا.
بثوا الشبهة، أثاروا الشكوك، صار الشاب المسلم في حيرة من أمره هل صحيح ما يقال: إن الإسلام دين إرهاب، دين تخلف، دين رجعية؟ صار بعض الشباب يتساءل: هل صحيح أنه في يوم من الأيام كان لنا عز؟ هل صحيح أن الإسلام مصدر عزنا؟
بدأ بعض الشباب يتساءلون: هل يصلح القرآن لهذا الزمان؟ إنا لله وإنا إليه راجعون!
بدأت فتيات يتكلمن ويقلن: إن القرآن لم ينصفنا، والدين قد بخسنا حقنا، فلابد من التحرر، ولابد من نزع الحجاب، وإلقائه، ولابد من تكسير تلك القيود، وهؤلاء مساكين، خرجوا من الحرية إلى العبودية، خرجوا من عبادة رب الأرباب إلى عبادة البشر والدنيا والشهوات، انظر إلى وسائلهم، اتهموا المصلحين والدعاة إلى الله، والعلماء، والمشايخ، قالوا: متطرفين متنطعين، رجعيين، قالوا وقالوا وقالوا: {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ} [الذاريات:52 - 53] سبحان الله، كأن واحداً يوصي الآخر، كأن أمة توصي التي بعدها: {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ}.