أختي الكريمة: يا صانعة الأجيال! تستطيعين أن تغيري شيئاً كبيراً في هذا المجتمع، ولك دور عظيم، تستطيع هذه المرأة أن تغير كثيراً من مراسيم الزواج، ومن العادات البالية، ومن التقاليد التي عفا عليها الدهر وهي مخالفة لشرع الله، وإليك بعض الأمور التي أنت أيتها الأخت تستطيعين أن تغيريها بإرادتك، وباستطاعتك، وبالوقفة الصادقة من النساء الصالحات يستطعن أن يغيرن هذه العادات الدخيلة على عاداتنا، وعلى مجتمعاتنا، وأقصد مجتمعات المسلمين، ومجتمعات الصالحين.
أولاً: المرأة في هذا الزمن -إلا من رحم الله- لا تبحث عن رجل صالح، بل تبحث عن رجل وسيم، صاحب سيارة ضخمة، وصاحب منصب، وصاحب رفعة، واسمه كذا، ومن القبيلة الفلانية، هذا الذي تبحث عنه كثير من المسلمات، هداهن الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض).
غلاء المهور: بعض المسلمات يفتخرن على غيرهن، تقول: كم مهرك؟ أنا مهري خمسة آلاف فقط!!! فتجيبها خمسة آلف يا مسكينة! أنا مهري سبعة آلاف، وما تدري هذه الجاهلة أن المهر كلما زاد كلما قلت بركة المرأة، وهذا بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (أقلهن مؤنة -أي مهراً- أكثرهن بركة) يعني: التي مهرها عشرة دنانير أعظم بركة من التي مهرها ألف دينار، والتي مهرها ألف دينار أعظم بركة من التي مهرها ألفين، ما بالك بالتي مهرها سبعة آلاف أو ثمانية آلاف دينار، أين البركة فيها؟! لعلك تقولين: أنا مجبورة، وأنا مقيدة بالعادات.
أقول لك يا أمة الله: قوليها صريحة: بأنني لا أريد إلا ما أجهز به نفسي للعرس، ولا أظن أن امرأة تريد أكثر من ألف دينار لتجهز نفسها، ولكنها العادات، نسأل الله عز وجل أن يعافينا منها، والله جل وعلا يقول: {وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً} [الإسراء:26 - 27].
في بعض عادات النساء في الأفراح تسمع أصوات الغناء، والدفوف، والطار، وبعض المعازف والأغاني تخرج خارج الصالات، وخارج البيوت مكبرات ليسمع تلك الأصوات كل من مر عند البيت، وكل الجيران، وهذا حرام، فالذي أباحه لنا الشرع دف تضربه بعض الجواري بينهن ولا يسمعهن الرجال، ومعه كلمات لا تشتمل على فحش ولا على بذاءة ولا على سب ولا ما يخالف الدين، وكلام بسيط، وذلك الدف بغير معازف ولا أغاني هذا الذي أباحه لنا الشرع في العرس.
ثم أختي الكريمة: بعض الأعراس يكون فيها السهر، حتى إن بعض النساء تخرج في الساعة الثانية عشرة، أو الواحدة ليلاً، فتذهب لتنام وتترك صلاة الفجر.
وما يحدث في كثير من الأعراس من تبرج واختلاط، حتى إن بعض الرجال يدخل صالة الأفراح، ومن الذي أباح للزوج أن يدخل في الصالة يأخذ زوجته يقول: هذه عادة؛ لكن يدخل في الصالة ويجلس مع الزوجة أمام النساء ليتمتع برؤية الوجوه، ليرى نساء جميلات وإذا نظر إلى زوجته عافها واستقبحها وكره منظرها، لأنه رأى خمسمائة أو أربعمائة امرأة كل واحدة أجمل من الأخرى، من الذي أباح له أن يدخل؟ ومن الذي سمح له أن يدخل على النساء؟ هل هو رجل أم امرأة؟ فإن كان رجلاً فلنحترم أنفسنا ولنعظم شرعنا، بأنه لا يجوز له أن يدخل كما قال عليه الصلاة والسلام: (إياكم والدخول على النساء، قال رجل: يا رسول الله! أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت، الحمو الموت).
أختي الكريمة: يا صانعة الأجيال! كما قلت لك: إن الفساد كثير، والمنكرات كثيرة، فلنخرج من هذه الصالة كل واحدة منا بيدها وفي لسانها وبجهدها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، تدخل في البيت تفتش، تذهب إلى المدرسة تأمر بالمعروف تنهى عن المنكر، وفي الوظيفة، وفي كل مكان بالضوابط الشرعية بينها وبين النساء، تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وقائدنا وشعارنا: {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ} [هود:88].
أسأل الله العلي القدير أن ينفعنا بما سمعنا، هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.