أختي الكريمة: أتعلمين ما الذي سوف يحدث لهذا الوجه الذي كنتِ طالما تحسنيه وتجمليه {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا} [الكهف:29] يستغيثون في النار، يستغيثون يريدون الماء يريدون الشراب البارد، يريدون أي شيء حتى الموت ولا يحصلونه.
{وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ} [الكهف:29] انظري إلى رحمة الله، يعطيهم الله عز وجل الماء، يقتربون ليشربوا من الماء فإذا بفروة الرأس تسقط، وإذا بالوجه يشوى، أرأيت كيف يشوى اللحم؟ يشوى الوجه قبل شرب الماء {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً} [الكهف:29].
هذا الجلد الناعم، أتعرفين ما الذي سوف يحصل له؟ {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} [المعارج:15 - 16] نزاعة للشوى: ينفصل العظم عن اللحم، يظهر العظم دون اللحم، لم؟ من شدة حر النار {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [النساء:56] يا من تلبسين الملابس الفاتنة، وتخرجين إلى الناس لتقولي لهم: هيت لك! يا من تلبسين الملابس التي هي من فرنسا وأمريكا وبريطانيا، مجلات داعرة، حتى إن بعض المسلمات تسبق الكافرات باللباس الفاتن، يا من تخرجين إلى الناس، وتظنين أنه لا أحد يراك، وقد فتحت في الثوب فتحة، أو رميت العباءة، أو وضعتها على الكتف، أو تلبس البنطلون، نسأل الله العافية! الله أكبر!
أختي الكريمة: كوني صادقة، ارجعي إلى نفسك، حاسبيها حساباً صادقاً، أتعرفين ماذا يلبس أهل النار؟ اسمعي أختي الكريمة! اسمعي وتفكري واستشعري {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ} تفصل لهم ثياب، أتعرفين ما هذه الثياب؟ من حرير؟ أم ممَ؟ {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} [الحج:19 - 20] بل أكثر من هذا، يلبسون قبل دخولهم النار ثياباً، أتعرفين ممَ؟ من نحاس منصهر، تخيلي النحاس إذا انصهر، هل تستطيعي أن تضعي إصبعك فيه؟! أهل النار يلبسونه رجالاً ونساءً {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ} [إبراهيم:49 - 50].
أختي الكريمة: لقد سمعنا أن امرأة تأتي إلى بائعٍ في محل فتداعبه، وتضاحكه، بحجة ماذا؟ حتى يخفض السعر، سبحان الله! الدينار أغلى عندك من الحياء؟! الدرهم والدينار صارا عند بعض النساء أغلى من العفة والكرامة، وأغلى من العرض.
أختي الكريمة: كيف تختلي امرأة في محلٍ مع بائع وقد كشفت وجهها وساعديها وتنظر إليه وتكلمه ويكلمها، وكأنه محرمٌ لها، اسمعي لما يقول الشاعر، وتفكري وتدبري واجعلي نفسك مثلما يقوله هذا الشاعر:
كيف احتيالي إذا جاء الحساب غداً وحشرجت بي أثقالي وأوزاري
وقد نظرت إلى صحفي مسودة من شؤم ذنبٍ قديم العهد أوطار
وقد تجلى لبسط العدل خالقنا يوم المعاد ويوم الذل والعار
يوم الذل، ذل والله! {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:87 - 89].
وقد تجلى لبسط العدل خالقنا يوم المعاد ويوم الذل والعار
يفوز كل مطيعٍ للعزيز غداً بدار عدلٍ وأشجار وأنهار
لهم نعيم خلود لا نفاد له يخلدون بدار الواحد الباري
ومن عصى في قرار النار مسكنه لا يستريح من التعذيب في النار
فابكوا كثيراً فقد حق البكاء لكم خوف العذاب بدمع واكفٍ جاري