كذلك من الثغرات التي في البيوت: ضعف الروابط الأسرية في البيوت.
أخاطب الصالحين، أخاطب الدعاة بهذا بعض الصالحين يتعجب أن الأهل لا يستجيبون.
أنكر المنكر فلا أحد يستجيب، وأنصحهم بالصلاة فلا أحد يصلي، أقول لهم: أبعدوا التلفزيون فلا يبعدونه، فماذا أفعل؟
أقول لك يا عبد الله! أد دورك في البيت يستجب الأهل لك، فما دورك في البيت؟
يدخل بعض الصالحين ولا يتكلمون، يستمع إلى شريط، ثم يقرأ في كتاب، فإذا أذن المؤذن خرج المسجد فحضر الدرس وجلس مع الصالحين، ثم رجع البيت، تعشى ثم نام، ثم قام في الصباح إلى المدرسة، ثم رجع وهكذا.
أمه تقول له: تذهب إلى السوق؟
يقول: ما أستطيع عندي درس، اشتر الأغراض يوجد غيري فليذهب.
هناك ضيوف في البيت من الذي يستقبلهم؟
الديوان موجود.
أبوك سيسافر يحتاج إلى أغراض؟
يوجد غيري في البيت، ثم بعد هذا يسأل هذا الرجل يقول: لماذا لا يستجيب الأهل؟
سل نفسك يا عبد الله! واعلم أن البيت ليس فندقاً، تسلم ثم تأكل وتشرب ثم تذهب، لا بل أنت مسئول في البيت حالك كحال غيرك، عليك وظيفة كما على غيرك وظيفة، لا يصلح أن يأتي ذلك الفاسق فيقوم بأعباء البيت وأنت الصالح التقي لا تقوم بالأعباء، واسمع إلى تلك الأحاديث واعجب لها، تقول عائشة: (كان رسول صلى الله عليه وسلم يخيط ثوبه) تخيل يخيط ثوبه، إمام المسلمين، وخير الناس على وجه الأرض يخيط ثوبه، قالت: (ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم) فهل تعمل هذا يا عبد الله؟
عبد الله! ما بالك لا تبر بوالديك، والوالدة لا تعطف على ولدها، والزوج لا يراعي حقوق زوجته، ولا الزوجة تراعي حقوق زوجها.
عبد الله! انظر إلى هذا الحديث يقول عليه الصلاة والسلام: (كل لهو ابن آدم باطل إلا ثلاث -وذكر منها- مداعبة الرجل زوجته) فهل تداعب الزوجة؟ (هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك) هلا بكراً، كان عليه الصلاة والسلام يمازح عائشة ويتسابق معها، بل تقول رضي الله عنها: (كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء واحد بيني وبينه واحد فيبادرني -انظر يمازحها وهو يغتسل وهي تغتسل- تقول: فيبادرني حتى أقول: دع لي دع لي، فتقول: ونحن جنبان) انظر كيف كان يمازحها وهو على جنابة، وهي على جنابة، بل كان إذا أتى من سفر يستقبله الصبية في البيت، فيعانقهم ويحتضنهم عليه الصلاة والسلام، انظروا إلى دورنا في البيوت، ثم نسأل عن دور الأهل؟