وفي ذلك الموقف يساقون إلى الجنة {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا} [الزمر:73] جاءوا إلى الجنة فاجتمع المؤمنون عند أبوابها ولها ثمانية أبواب، يخرج المصطفى والناس كلهم ينظرون إليه، إلى الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، يخرج من بين الناس فيأتي يتقدم الناس فيأتي إلى باب الجنة فيطرق بابها كما صح في صحيح مسلم عن أنس: فيستفتح (فيقول له خازن الجنة من أنت؟ فيقول: محمد -والمؤمنون كلهم يتشوقون ويتلهفون لينظروا ما في تلك الجنة التي طالما سمعوا عنها- فيقول الملك من أنت؟ فيقول: محمد، فيرد عليه: أمرت ألا أفتح لأحدٍ قبلك) فيفتح باب الجنة والمؤمنون ينظرون، فيأتي أول زمرة يدخلون باب الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، يأتون إلى أبواب الجنة وما بين البابين، ما بين مصراعي الباب مسيرة أربعين عاما، وإنه ليأتي عليه يوم وإنه لكضيض: مزدحمٌ من المؤمنين يتدافعون ليدخلوا تلك الجنة التي سمعوا عنها، أول زمرة على صورة القمر، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون، ورشحهم المسك، يدخلونها، تخيل نفسك يا عبد الله! إذا فتحت أبواب الجنان فدخلتها ومن الناس من ينادى باسمه، أين فلان؟ يدخل من باب الريان كان يصوم، أين فلان؟ يدخل من باب الجهاد كان مجاهداً، أين فلان؟ يدخل من باب الصلاة، من باب الصدقة، ومنهم من ينادى من بابين، ومنهم من ينادى في ثلاثة أبواب، ومنهم من ينادى من أبواب الجنة الثمانية، أين فلان ليدخل جنة ربه التي وعد المتقون، حتى إذا دخل باب الجنة وهو على أبوابها: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} [المطففين:24].