قد آل الأمر بنساء زماننا إلى ما هو أبشع، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بعث في أمة مشركة تشرك بالله، ومع ذلك يقول: (صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها) الحديث، فمع أن الأمة التي بعث فيها الرسول عليه الصلاة والسلام كانت مشركة لكن لم يعهد منها هذا التبذل وهذا التعري المزري الذي تفعله المتفحشات من النساء؛ حيث يرتدين البناطيل اللاصقة بالأجساد، فهي أمور لم يرها رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وتنظر إلى بعض الفتيات -مع أن آباءهن مسلمون وأمهاتهن مسلمات- يمشين ببناطيل وردت من بلد الكفر تجسد العورات، وتظهر الخفي -والعياذ بالله-، ولا يستحين ومعهن آباؤهن وأمهاتهن، كأن الغيرة قد انعدمت في قلوب آبائهن وأصبح كل منهم ديوثاً لا يغار على عرضه.
فالرجل يحكم عليه بما يصدر منه، وبما يصدر من أهل بيته كذلك، فإذا رؤيت فتاة تخرج بهذه الصورة المزرية فليُعلم أن أباها فيه شيء من الدياثة، وفيه انعدام غيرة وقلة إيمان -والعياذ بالله-؛ لأن الرجل يفترض فيه أنه مسئول عن أهل بيته لقول الله تعالى: {قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم:6]، ولقول النبي عليه الصلاة والسلام: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)، فإذا جئت تزن الأشخاص فتصف شخصاً من الناس بأنه طيب وفي أحسن حال مع أنه ترك ابنته تخرج متبذلة ساقطة على هذا النحو المزري فأي طيب هذا؟ إنما الطيب الذي يمتثل أمر الله وأمر رسول الله عليه الصلاة والسلام.
قال الله سبحانه: {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} [الأحزاب:33]، فنهاهن الله عن المنكر، ثم أمرهن بالمعروف فقال: {وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:33].