كذلك بذكر الله تقوى الأبدان، وذلك أنه جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لـ فاطمة: (أولا أدلك على ما هو خير لك من خادم) لما أتته تسأله وقد أثرت الرحى في يديها، (تسبحين وتحمدين وتكبرين دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، فهو خير لك من خادم).
وقد قال تعالى أيضاً في شأن المستغفرين {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [هود:3] وفي الآية الأخرى {وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [هود:52] فذكر الله فيه قوة للبدن، ومن المعلوم حتى عند الأطباء أن الصدر إذا كان منشرحاً، والنفس إذا كانت منشرحة، قوي الجسم على مكافحة الأمراض، بل وهضم الرجل الطعام الذي يأكله، وإذا كانت النفس مغتمة غير منشرحة، فقد تأكل اللقمة فلا تهضم، ولا تشتهي الطعام أصلاً، فذكر الله سبحانه يريحك.