وقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتداوى بالذكر عليه الصلاة والسلام، يشتكي فينفث في يديه بالمعوذات، ويمسح رأسه وسائر جسده صلى الله عليه وسلم، ويفعل ذلك ثلاث مرات عليه الصلاة والسلام، وكان يداوي بها أيضاً، فكان يرقي حسناً أو حسيناً ويقول: (باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس وعين حاسد الله يشفيك).
فالرسول كان يداوي بالأذكار، والله سبحانه وتعالى قال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:57 - 58] فذكر الله كما أسلفت تطمئن به القلوب وتقوى الأبدان، بل وبه تدفع الأمراض التي حلت بالأبدان، ألا ترون أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه رقى اللديغ الذي لدغته الحية بفاتحة الكتاب، فشفى الله اللديغ بإذن الله، هذا اللديغ الذي يحتاج الآن عند الأطباء كافة إلى ما يقارب العشرين حقنة، فشفاه الله سبحانه وتعالى بفاتحة الكتاب.
فذكر الله له تأثير على القلوب وعلى الأبدان، وهو طارد للشيطان، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) وقال عليه الصلاة والسلام: (إذا دخل أحدكم البيت فقال: باسم الله، قال الشيطان: لا مبيت لكم اليوم، فإذا ذكر الله عند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم الليلة ولا عشاء، فإذا دخل فلم يذكر الله عند طعامه، ولا عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت والعشاء).