لما كثر الاختلاط الآن بين المسلمين والكفار، وأصبحت عادات أهل الكفر تنقل إلى بيوتنا من خلال أجهزة الإعلام الفاسدة التي يديرها اليهود وأتباعهم ومن سار على نهجهم، سهلت علينا المعاصي وسهلت علينا الكبائر، ونفعل المعصية ونفعل الكبيرة وتستهين بها أمام أمواج الإجرام القادمة إلينا من بلاد الكفر، فتنقل إلى بيوتنا وإلى دورنا عادات وتقاليد أهل الكفر، فنقتبس منها شيئاً فشيئاً ونحن لا نشعر، فمثلاً: هناك جرمٌ كبير لم يره رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متفشٍ ومنتشر في بناتنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)، هذا الصنف الأثيم من النساء اللواتي ينتشرن في الشوارع في حال أسوأ من حال الجواري والإماء فيما مضى، حال هؤلاء الفتيات اللواتي يمشين متبرجات، لابسات أقصر الثياب، كاشفات عن شعورهن وعن سوقهن، ومتطيبات بأجمل الطيب، ويمشين على هذه الحال المزرية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -ولم ير هذا الصنف- في شأنهن ما سمعتموه: (صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)، هذا صنف لم يره رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنا رأيناه، وكثير منا أقره! ولم يعد يبالي بابنته التي تخرج على هذه الحال المخزية المزرية، التي تدل حالتها على دياثة أبيها وعلى دياثة أخيها الذي يقر الخبث في ابنته وفي أخته، فهو لا يشعر أنه اقتحم باباً عظيماً من أبواب الدياثة، وعدم الغيرة على النساء، ولكنه رأى القوم يفعلون ذلك ففعل مثل أفعال القوم.
فهذه كبائر ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عقوبتها في غير ما حديث، وذكرت عقوباتها في ثنايا آيات في كتاب الله وأحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم.