لا تغلبنك زوجتك إذاً -أيها العبد- وتحثك على العقوق، ولا تعلمنك الزوجة البخل على الوالدين، وعلى الجيران، وعلى الأرحام، فأنت القوّام على البيت، والمرأة ناقصة عقل ودين، فلا تكن تلك ناقصة العقل والدين تغلبنك على الخير، وتصدنك عن الخير، ولا يهمها منك إلا بطنها وفرجها، هذه المرأة التي على هذه الشاكلة من الطمع والجشع والأنانية لا ينبغي أن تغلب رجلاً حليماً على جيرانه وعلى بنيه، قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إذا طبخ أحدكم لحماً فليكثر المرق وليتعاهد الجيران) فأكثر المرق وتعاهد الجيران، وماذا يمنعك أن تأتي يوماً باثنين كيلو فاكهة، وتمر على بيت الجيران، أو على شقة الجيران، وتقول: خذ يا ولد يا محمد! أو يا ولد يا إبراهيم! أو يا بنت يا فلانة من الأطفال، خذي هذا، تضحك وتقسم عليها أن تأخذه، ماذا يضرك؟ هذا في الدنيا سيدفع عنك شروراً، وعلى الأقل شرور الجار الذي يتربص بك، فإذا وجد منك الجار هذا الكرم، فماذا عساه أن يفعل معك؟ هل تظن أن جارك سيجدك كريماً ويؤذيك؟! لا أظن ذلك في الغالب إلا من غلب عليه الشقاء والعياذ بالله، فالشأن أن الإحسان يجازى بالإحسان.