قال أبو بكر لـ عمر رضي الله عنهما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر! انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها -وأم أيمن هي أم أسامة بن زيد رضي الله عنه- قال: فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما دخلا عليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك يا أم أيمن؟! فـ أبو بكر وعمر ظنا أنها تبكي لفقدان رسول الله عليه الصلاة والسلام، فكان هو الذي يدخل عليها، فإذا بالذي يدخل عليها الآن رجلان آخران غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا شيء يحزن بلا شك، ولكن ما هو سبب حزنها الأكبر؟ قالا لها: ما يبكيك يا أم أيمن؟ أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت أم أيمن: أعلم ذلك، والله إن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أبكي لأن الوحي قد انقطع، فهيجتهما على البكاء فجعلتهما يبكيان معها، بكت لأن جبريل الذي كان ينزل على النبي عليه الصلاة والسلام فيوجه المؤمنين: يا أيها الذين آمنوا افعلوا كذا، يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كذا، الذي كان ينزل بما يرقق القلوب، الذي كان ينزل بما يجلي الأمور قد انقطع، فكان هذا سبب الفجيعة الكبرى لـ أم أيمن، فبكت وبكى أبو بكر وعمر معها رضي الله عنهم.
الشاهد من ذلك: قول أبي بكر لـ عمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فأرادا أن يعوضاها عن المصيبة التي ابتليت بها من فقدان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.