وهل يلزم ما يفعله الأئمة الآن حيث أن الإمام يُجَزِّئُ القرآن على ثلاثين ليلة، ويقرأ بالمصلين في كل يوم جزءاً من القرآن حتى يختمه إلى آخر الشهر؟ نقول: هذا الأمر من باب المباح، أما استحبابه من عدمه فمحله النظر في حال المصلين، وإلا فلم يرد أن النبي صنع هذا الصنيع مع المصلين، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقم بالصحابة إلا ثلاث ليال، ثم ترك القيام خشية أن يفرض، ولم يرد تفصيل في هذه الأيام الثلاثة، كيف كان الرسول يقرأ؟! ما هي السور التي قرأ بها في هذه الليالي الثلاث؟! وقد قال الله تبارك وتعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المزمل:20].