الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم! صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، وبعد: فأخيراً: أيها الأحبة! لا تيأسوا، فمن رحم الظلام يولد الصباح، فقد صرح جنرالات اليهود أن الفلسطينيين سطروا ملحمة من أروع ملاحم البطولة والفداء في مخيم جنين.
قرأت لضباط في الجيش الصهيوني يقولون: لقد تحولت شوارع جنين إلى ألغام محرقة! هل تتصور ماذا فعل إخواننا مخيم جنين؟! مكان لا تزيد مساحته عن أربعة كيلو مترات مربعة فقط -ولا يزيد اتساع الشارع في كل شوارع مخيمات جنين عن مترين فقط- فخخ إخواننا أعمدة الكهرباء فيه ووضعوا العبوات الناسفة عليها، وعلى أغطية الصرف الصحي، وفخخوا بعض البيوت، وعجز الجيش اليهودي بأرتاله وصواريخه وطائراته لمدة ثلاثة أيام متواصلة أن يقتحم المخيم أمام هذا الصمود الباسل لإخواننا على أرض فلسطين، فما كان من المجرم رئيس الأركان شاءول موفاز إلا أن قاد العملية بنفسه، فبدأت الجرافات تهدم البيوت ليفتحوا طريقاً للدبابات في هذه الشوارع التي لا يزيد اتساعها عن مترين، ففتحوا مجموعة من الشوارع يزيد اتساع الشارع على20 متراً.
تصور معي حجم الهدم للبيوت ليجعلوا الشارع بهذا الاتساع! وهدموا البيوت وصمد الأبطال إلى آخر طلقة في بنادقهم الآلية التي لا يزيد مداها عن مائتي متر، أمام الطائرات (الإف 16) أمريكية الصنع أمام طائرات الأباتشي الأمريكية أمام الرشاشات التي تعمل بالليزر.
صمد هؤلاء الذين يعلمون يقيناً أن الغرب والشرق والعرب لن ينصروا لهم قضية، فاستعانوا برب البرية.
سمعت أماً قد تجاوزت السبعين من عمرها ترفع رأسها ويديها إلى السماء وهي تقول: النصر منك يا رب! قلت: من هنا يأتي النصر إن شاء الله حينما تقطع كل العلائق الدنيوية، وتتعلق القلوب بمن يدبر أمر الكون، سيأتي النصر إن شاء الله، وما يحدث الآن على أرض فلسطين -ورب الكعبة- نصر وإن جرت الدماء وإن تطايرت الأشلاء!! نعم، لابد أن تروى شجرة الدعوة بالدماء؛ ليذهب الشهداء إلى جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وليبقى من قدر الله له أن يبقى في عزة وكرامة، وهذا وعد الله تبارك وتعالى، وهذه سنة ربانية لا تتبدل ولا تتغير.
صمد إخواننا في جنين إلى أن نفدت آخر رصاصة من بنادقهم الآلية، وسطروا ملحمة من أروع ملاحم البطولة الأم الفلسطينية الطفل الفلسطيني الشاب الفلسطيني الذي لم يبلغ العشرين من عمره، يعلم العالم كله الآن حقيقة التضحية وعظمة الفداء وشرف البطولة، فإن الله الذي جعل الأقصى والقدس سكناً للأنبياء لن يديم القدس أبداً سكناً لقتلة الأنبياء، قال تعالى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ} اسمع! {ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} [آل عمران:111].
هذه الآية في اليهود: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} [آل عمران:111]، بل ستنزل الخلافة على الأرض المقدسة كما قال الصادق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى في الحديث الذي رواه أحمد والحاكم بسند صححه الحاكم والذهبي والألباني: (أن النبى صلى الله عليه وسلم وضع يوماً يده على رأس ابن حوالة الأزدي، وقال: يا ابن حوالة! إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك) فستنزل الخلافة الأرض المقدسة بموعود الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، لكن الله لا يعجل بعجلة أحد، ومع ذلك فليس أحد أرحم بالمستضعفين من رب العالمين.
وفي الحديث الذي رواه أبو يعلى وقال الهيثمي: رجاله ثقات من حديث أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة).
وفي الحديث الذي رواه أحمد بسند صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (بينما أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب قد احتمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام) يعني: سيكون الإيمان في بلاد الشام حينما تقع الفتن.
هذا وعد الله وهذا وعد الصادق رسول الله.
اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين! اللهم احفظ إخواننا في فلسطين اللهم احفظ إخواننا في فلسطين اللهم احفظ إخواننا في فلسطين اللهم احفظ إخواننا في فلسطين! اللهم إنهم حفاة فاحملهم اللهم إنهم عراة فاكسهم اللهم إنهم جياع فأطعمهم اللهم إنهم خائفون فأمنهم اللهم إنهم خائفون فأمنهم اللهم إنهم خائفون فأمنهم! اللهم شتت شمل اليهود اللهم شتت شمل اليهود اللهم! عليك باليهود وأعوانهم اللهم عليك بكل من خان الدين من أجل اليهود اللهم إنه لا إله لنا سواك فندعوه، ولا رب لنا غيرك فنرجوه.
.
يا غياث المستغيثين يا غياث المستغيثين يا غياث المستغيثين أغثنا يا غياث المستغيثين أغثنا! اللهم أرنا في أمريكا آية اللهم أرنا في أمريكا آية اللهم أرنا في أمريكا آية اللهم أرنا في اليهود آية اللهم أرنا فيهم آية اللهم أرنا فيهم آية اللهم! أحصهم عدداً اللهم أحصهم عدداً اللهم اقتلهم بدداً اللهم لا تبق منهم أحداً.
اللهم لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً اللهم لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً اللهم لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً! إلهنا انقطعت بنا كل الحيل، وانقطعت بنا كل السبل ولا ملجأ لنا إلا أن نلجأ لبابك فلا تحرمنا من فضلك وثوابك، ولا تطردنا عن جنابك! اللهم لا تحرمنا من فضلك وثوابك! اللهم لا تردنا خائبين ولا من فضلك قانطين، ولا من رحمتك وعفوك يائسين اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا يا من إليه يلجأ الخائفون يا من إليه يلجأ الخائفون يا من إليه يلجأ الخائفون يا من عليه يتوكل المتوكلون يا من إليه تبسط الأيدي ويسأل السائلون.
اللهم ارفع الهم والغم عن أمة المصطفى اللهم ارفع الهم والغم عن أمة المصطفى اللهم اشف صدور قوم مؤمنين بنصرة الإسلام وعز الموحدين! اللهم اشف صدور قوم مؤمنين بنصرة الإسلام وعز الموحدين برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم! اجعل مصر واحة للأمن والأمان وجميع بلاد المسلمين، يا رب لا تحرم مصر من الأمن والأمان يا رب لا تحرم مصر من الأمن والأمان.
اللهم ارفع عن مصر الغلاء اللهم ارفع عن مصر البلاء اللهم ارفع عن مصر الوباء اللهم ارفع عنها الفتن ما ظهر منها وما بطن وجميع بلاد المسلمين! يا رب إن القلوب بين أصبعين من أصابعك فحول قلوب الحكام إليك يا أرحم الراحمين اللهم حول قلوب الحكام إليك يا أرحم الراحمين! اللهم حول قلوبهم إلى قرآنك اللهم حول قلوبهم إلى سنة نبيك اللهم حول قلوبهم إلى شرعك اللهم! حول قلوبهم إلى شرعك أنت ولي ذلك والقادر عليه! اللهم! اشف صدورنا بنصرة الإسلام وعز الموحدين، أنت ولي ذلك والقادر عليه، برحمتك يا أرحم الراحمين! هذا وما كان من توفيق فمن الله، وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في جهنم، ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.