طرق إصلاح الأمة

أيها الأحباب الكرام! هذا هو الطريق، ولكن المشكلة الحقيقية الآن التي تعترض المصلحين الصادقين الذين يفكرون في حال الأمة، ويفكرون في العلاج -وانتبهوا معي جيداً لهذا العنصر المهم- ويشخصون الداء، ويصرفون الدواء.

إن المشكلة هي: كيف نعيد بناء الأمة من هذا الفتات المتناثر؟! والحق أن ما هدم في سنوات لا يمكن على الإطلاق أن يبنى في أيام، وإن هذا العمل يحتاج إلى جهد كبير وصبر جميل وتجرد في جميع مراحل هذا البناء وأود أن يعلم الجميع بصفة عامة والدعاة وأهل التربية بصفة خاصة أنه لا يمكن على الإطلاق أن نربي الأمة دفعة واحدة، كما أنه لا يمكن على الإطلاق أن نربي كل فرد من أفراد الأمة بصورة مباشرة؛ لأن أعظم مرب عرفته الدنيا لم يفعل ذلك.

إذاً: ماذا فعل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي بنى أمة من فتات متناثر، وأقام للإسلام دولة أذلت الأكاسرة، وأهانت القياصرة، وغيرت مجرى التاريخ في فترة لا تساوي في حساب الزمن شيئاً؟! أقول: لقد ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم القاعدة القوية الصادقة الأمينة، ثم انطلقت هذه القاعدة لتربي بقية الأمة، فكانت القدوة الصالحة، وانطلقت لتحول المنهج الرباني إلى واقع عملي يتحرك في دنيا الناس.

أيها الأحباب! كيف يمكننا أن نزيل غربة الإسلام الثانية؟ أستطيع -حتى لا أطيل أكثر من ذلك- أن أضع بين أيدي حضراتكم في عجالة سريعة بعض بنود المنهج العملي ليعي كل فرد منا دوره، وليعلم كل واحد منا مسئوليته.

أقول: أيها الحبيب! أستطيع أن أضع بين أيدي حضراتكم بعض بنود المنهج العملي الذي أراه من وجهة نظري القاصرة صالحاً للارتقاء بالأمة إلى مكانتها مرة أخرى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015