أنا متصور بفهمي للقرآن وللسنة وللسنن أن الأحداث التي تمر بها أمتنا الآن ستكون من أعظم الأحداث التي ستربي الأمة، وأرى فيها خيراً كثيراً، فإن جميع أهل الأرض الآن قد قامت عليهم حجة الله بالسماع عن الإسلام من زعماء العالم! فمن الذي كان يسمع من أهل الأرض أن الإسلام دين السماحة، وأن الإسلام دين الرحمة، وأن الإسلام لا يقر الإرهاب، ولا التطرف؟! فمن الذي كان يستطيع من الدعاة أن يسمع العالم كله هذا الكلام؟! لكن بوش وتوني بلير ورئيس وزراء إيطاليا أظهروا الصورة المشرقة للإسلام من حيث لا يشعرون! ولهذا لا تجد نسخة من القرآن المترجم باللغة الفرنسية في الأسواق! ولا تجد نسخة من القرآن المترجم باللغة الإنجليزية في أمريكا؛ لأن جميع النسخ قد نفدت، فالغرب كله يتلهف للقراءة عن الإسلام! وانتظر النتائج من الملك سبحانه وتعالى، فهو الذي يدبر أمر الكون.
فأريد أن أقول: إن ما يجري الآن أرجو الله أن يجعله بداية المفاصلة، وقد تكلمت عن المفاصلة! وتكلمت عن إقامة الفرقان كثيراً، ولا أملّ من التكرار، وبعض الإخوة يقولون: الشيخ يكرر كثيراً، فأقول: أنا أكرر -يا أخي! - لأن الله كرر في القرآن بعض القصص عدة مرات، وأنت كم تكرر الفاتحة في اليوم؟! فأنا لا أحب للإخوة الدعاة والمشايخ أن يستحوا من التكرار، بل كرر مرة واثنتين وثلاثاً وعشراً وعشرين.
فكم ذكرت إقامة الفرقان! وأنا أرى الآن أن الأمة تحتاج إلى أن تتمايز إلى فسطاطين؛ لأن الأمة الإسلامية تعيش بين التبعية والريادة، فلابد أن تتمايز الأمة إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فلابد من التمايز؛ لأن الغبش الذي نحن فيه لن ينصر ديناً، ولن ينصر قضية.
وأود أن أقول: إن الله تبارك وتعالى هو الذي يدبر أمر الكون، ولا يحدث شيء في الكون إلا بعلمه وأمره، وهذه الأحداث أرى فيها خيراً كبيراً وكثيراً وعظيماً للإسلام وللمسلمين، وأرى أن يبذل الإنسان المسلم الآن كل ما يملك، فإن كنت تستطيع أن تجاهد بنفسك فافعل، وإذا حيل بينك وبين الجهاد بنفسك فجاهد بمالك، وجاهد بلسانك.