أحبتي في الله! والله إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا لما حل بأمتنا لمحزونون ففي كل بلد على الإسلام دائرةٌ يَنْهدُّ من هولها رضوى وثهلانُ ذبحٌ وصَلْبٌ وتقتيل بإخوتنا كما أَعدَّت لتُشفِي الحقدَ نيرانُ يستصرخون ذوي الإيمان عاطفة فلم يغثهم بيوم الروع أعْوُانُ هل هذه غَيرةٌ أم هذه ضعة للكفر ذكرٌ وللإسلامِ نسيانُ برك الدماء، وأكوام الأشلاء تجسد الفجيعة، وتحكي المأساة في كل بقاع الدنيا، في كل مكان ذُبِّح أبناؤنا تذبيح الخراف، بل لقد وضع الطفل على النيران ليشوى جسده أمام والده المسكين، وبعدما انتهى المجرمون من شي ولده وطفله أمام والده، قطعوا الطفل قطعاً صغيرة، وأجبروا والده تحت التهديد والتعذيب والوعيد أن يأكل من لحم ولده، ومن فلذة كبده، ومن ثمرة فؤاده، ثم بعد ذلك أطلقوا عليه النيران فقتلوه!! أختك أختك التي انتهك عرضها وضاع شرفها وها هي الآن يا ابن الإسلام تصرخ علينا وترجونا رجاءها الأخير أتدرون ما هو رجاؤها الأخير؟!! إن أختك التي انتهك عرضها وضاع شرفها تصرخ عليك الآن وتقول: أن اقتلوني واقتلوا العار بين أحشائي اقتلوا ولدي من السفاح والزنا!! هذا هو رجاؤها الأخير!! وذلك بعدما صرخت طويلاً طويلاً حتى انقطع صوتها وضاع أنينها وراح صوتها بعدما صرخت طيلة هذه الأشهر الماضية وهي تقول: وا إسلاماه وا إسلاماه وا معتصماه وامعتصماه، ولكن أين المعتصم؟ ما ثم معتصم يغيث من استغاث به وصاح ذبحوا الصبي وأمه وفتاتها ذات الوشاح وعدوا على الأعراض في انتشاء وانشراح يا ألف مليون وأيـ ـن هم إذا دعت الجراح ما ثم معتصم يغيث من استغاث به وصاح برك الدماء، وأكوام الأشلاء تجسد الفجيعة، وتحكي المأساة في كل مكان: في البوسنة، في الصومال، في كشمير، في الهند، في الفلبين، في بورما، في تركستان، في أفغانستان، في طاجكستان، في الجزائر، وأخيراً في فلسطين برك الدماء، وأكوام الأشلاء، ولا زال المشاهدون من كل بقاع الدنيا قابعين في مقاعدهم يشاهدون هذه المسرحية الهزلية المحرقة، منهم من يبارك هذه التصفية، وهذه الإبادة، ومنهم من جلس يمسح عينيه بمنديل حريري! ولكنه مع هذا ما زال مصراً على أن يقبع في مقعده ليشاهد آخر فصول هذه المسرحية الهزلية المحرقة!!