تضرب السودان وأفغانستان بحجة محاربة الإرهاب، وما جعلته زعيمة الإرهاب من ذبح للسودان وأفغانستان بالصواريخ والطائرات ليس من الإرهاب في شيء ما دام هذا السفك بأيد أمريكية، وما دام الحصار يفرض على العراق وعلى ليبيا وعلى الصومال بأيد أمريكية، فما دام القول والفعل من نصف العالم الآن الذي يخون بيده الخبيثة الطويلة الآثمة كل مسلم هنا وهنالك على مرأى ومسمع من العالم الغربي، وعلى مرأى ومسمع من العالم الإسلامي المهزوم، ما دام هذا الصنيع على يد الأمريكان فلا يعد من الإرهاب في شيء، ولا ينبغي لرجل عاقل أن يصف هذا القول والفعل بالإرهاب والتطرف.
أما إن تكلم مسلم كلمة يذب بها عن دين الله، ويبين بها الإرهاب الغربي فهو الذي يوصف بالإرهاب، كما يسم الإرهاب الغربي المسلمين في كل مكان بالتطرف والأصولية والإرهاب والوحشية، والبربرية والجمود، والرجعية والتأخر إلى آخر هذه التهم المعلبة، يقتل عشرات الآلاف من الأفغان، وفي كل عام يقتل ما يزيد على خمسين ألف طفل من العراق، لماذا؟ لأن النظام الغربي وعلى رأسه أمريكا يفرض حصاراً اقتصادياً على العراق وعلى ليبيا وعلى السودان وعلى الصومال! لماذا لا يقال بأن هذا هو الإرهاب الحقيقي؟ لماذا لا يقال بأن هذا هو التطرف الحقيقي؟ أين مجلس الأمن الذي يتبجح كل يوم بوجود تطبيق القرارات على العراق، مع أنه هو الذي أصدر ما يزيد على خمسين قراراً في حق إسرائيل، ومع ذلك لم يطالب مجلس الأمن مطالبة عملية واقعية أن تطبق إسرائيل قراراً واحداً من هذه القرارات؟! وسنرى أن الإرهاب اليهودي الآن قد استطال في أرض فلسطين وفي جنوب لبنان وفي هضبة الجولان، فأين أمريكا من هذا الإرهاب اليهودي؟ أين مجلس الأمن؟ وأين أمريكا التي تقول: إننا سنحارب الإرهاب في كل مكان؟! لماذا لا تكف إرهابها عن العالم العربي والإسلامي؟ وأين مجلس الأمن؟ وأين المنظمة العالمية لحقوق الإنسان؟ أين النظام العالمي؟ أما له أثر، ألم تنعق به الأبواق! أين السلام العالمي؟ لقد بدا كذب السلام وزاغت الأحداق يا مجلس الأمن المخيف إلى متى؟! يا مجلس الأمن المخيف الذي في ظله قد ضيع الميثاق يا مجلس الأمن المخيف أوما يحركك الذي يجري لنا أوما يثيرك جرحنا الدفاق وحشية يقف الخيال أمامها متضائلاً وتمجها الأذواق يا مسلمون: أنادي كل علمانيي العرب في الأمة كلها أن يقفوا الآن على حقيقة الإرهاب، وأن يقفوا على حقيقة التطرف، وأن يعلموا من هم الإرهابيون الحقيقيون، وأن يعرفوا لله حقيقة الغرب، هذا هو الغرب الذي لا يكيل بمكيالين كما يريد العلمانيون أن يقنعوا أمثالنا، فالغرب لا يكيل إلا بمكيال واحد، إنه مكيال العداء للإسلام، ولمحمد عليه الصلاة والسلام، هذه حقيقة يجب أن تستقر في قلوبنا، وفي قلوب أبنائنا وبناتنا ونسائنا، الغرب لا يكيل إلا بمكيال واحد، إنه مكيال العداء للإسلام قالوا لنا ما الغرب قلت صناعة وسياحة ومظاهر تغرينا لكنه خاوٍ من الإيمان لا ير عى ضعيفاً أو يسر حزينا الغرب مقبرة المبادئ لم يزل يرمي بسهم المغريات الدينا الغرب مقبرة العدالة كلما رفعت يد أبدى لها السكينا الغرب يكفر بالسلام وإنما بسلامه الموهوم يستهوينا الغرب يحمل خنجراً ورصاصة فعلام يحمل قومنا الزيتونا كفر وإسلام فأنى يلتقي هذا بذلك أيها اللاهونا أنا لا ألوم الكفر في تخطيطه ولكن ألوم المسلم المسجونا وألوم أمتنا التي رحلت على درب الخضوع ترافق التنينا وألوم فينا نخوة لم تنطفئ إلا لتضربنا على أيدينا يا مجلس الأمن المخيف إلى متى تبقى لتجار الحروب رهينا وإلى متى ترضى بسلب حقوقنا منا وتطلبنا ولا تعطينا لعبت بك الدول الكبار فصرت في ميدانهن اللاعب الميمونا يا مجلساً غدا في زي عالمنا مرضاً خفياً يشبه الطاعونا شكراً -لمجلس الأمن- لقد أبرزت وجه حضارة غربية لبس القناع سنينا شكراً لقد نبهت غافل قومنا وجعلت شك الواهمين يقينا يا مجلس الأمن انتظر إسلامنا سيريك ميزان الهدى ويرينا إني أراك على شفير نهاية ستصير تحت ركامها مدفونا إن كنت في شك فسل فرعون عن غرق وسل عن خسفه قارونا