إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح للأمة، فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصلِّ اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: فحياكم الله جميعاً أيها الإخوة الفضلاء، وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً، وأسأل الله الكريم جل وعلا الذي جمعني معكم في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته، أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أحبتي في الله: لما رأيت إخواني جزاهم الله خيراً قد وضعوا لمحاضرة الليلة هذا العنوان: (ماذا بعد الموت) تذكرت أنني في هذا المسجد في الزيارة الماضية أفردت محاضرة للرقائق ولأهوال القيامة، فآثرت أن أغير الموضوع في هذه اللحظات، والله أسأل أن يرزقنا وإياكم التوفيق والسداد والرشاد، لذا فإن عنوان محاضرتنا في هذه الليلة: (إنما المؤمنون إخوة).
وكما تعودت دائماً حتى لا ينسحب بساط الوقت سريعاً من تحت أقدامنا، فسوف ينتظم حديثي معكم تحت هذا العنوان المهم في العناصر المحددة التالية: أولاً: حقيقة الأخوة.
ثانياً: حقوق الأخوة.
ثالثاً: الطريق إلى الأخوة.
فأعيروني القلوب والأسماع جيداً، والله أسأل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هدى الله وأولئك هم أولو الألباب.