يسب صديق الأمة رضوان الله عليه، ذلكم العملاق الكبير، وهل تظن أنني أرفع من قدره وأنا أدافع عنه؟! لا وربي، بل أرفع من قدر نفسي ومن قدر إخواني بالذود عن أبي بكر رضي الله عنه وعن جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ومن والاه.
هو صديق الأمة، ورفيق النبي في جميع الأحوال، وصاحب النبي في الأسفار، وجار النبي صلى الله عليه وسلم في الروضة المحفوفة بالأنوار، السابق إلى التصديق، المؤيد من الله بالمدد والتوفيق، أحب الناس إلى قلب سيد الرجال، ففي صحيح البخاري من حديث عمرو بن العاص قال: (يا رسول الله! أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قال: من الرجال؟ قال: أبوها.
قال: ثم من؟ قال: ثم عمر).
الصديق الذي لم يتلعثم في إيمانه قط، ولم يتردد طرفة عين، بل كان شعار هذا العملاق الطاهر الكبير إذا تشككت الصدور، وتلعثمت الكلمات والألسنة: (إن كان محمد قد قال ذلك فقد صدق)، قال ذلك في الإسراء وفي الإسلام وفي الحديبية.
ولذلك قال عمر -والأثر في مسند أحمد بسند حسن-: (لو وزن إيمان أبي بكر) بإيمان أهل الأرض لرجح إيمان أبي بكر، هذا هو الذي سبق به الصديق جميع أصحاب رسول الله، لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح إيمان أبي بكر رضي الله عنه.