أيها الأحباب: لقد انتشرت واستشرت الآن كثير من الأمراض الفتاكة المدمرة في المجتمعات الغربية، وكلكم جميعاً يسمع في كل يوم عن هذا المرض الفتاك المدمر الذي أنفق عليه بسخاء، وبالرغم من هذا لا زال العالم إلى الآن لا يستطيع أن يخلص واحداً من براثن هذا الوباء وهذا الطاعون الذي ابتلي به.
إنه مرض (الإيدز) المعروف بمرض نقص المناعة، هذا المرض الفتاك الذي استشرى وانتشر، حتى ذكرت منظمة الصحة العالمية بأن عدد الذين يحملون فيروس (الإيدز) الآن -وكان هذا الاجتماع في عام (1986م) ونحن الآن في (1994م) - ذكرت منظمة الصحة العالمية بأن عدد الذين يحملون فيروس الإيدز الآن في العالم، يتراوحون ما بين خمسة إلى عشرة ملايين شخص، وعدد المصابين في أمريكا وحدها قد زاد عن المليون شخص ممن يحمل فيروس (الإيدز)، بل لقد خصصت أمريكا في كل عام ألفي مليون دولار سنوياً لمكافحة هذا المرض الفتاك المدمر.
وبالرغم من هذا السخاء في الإنفاق للوصول إلى سبب هذا المرض، وللبحث عن علاج فعَّال له، إلا أنني أقول بأن العالم المتقدم -على حد زعم من يحلو له أن يسمي هذا العالم بالعالم المتحضر- لا يستطيع أن يخلص رجلاً أصيب بهذا المرض الخطير من براثن هذا المرض الفتاك المدمر الخطير لا يستطيعون ذلك إلى يومنا هذا.
هذا المرض المرعب الذي يستشري وينتشر بصورة مفزعة مرعبة، ولن يستطيعوا أن يصلوا إلى علاجه الحقيقي مادامت الأسباب الحقيقية لانتشاره موجودة في هذه المجتمعات، ألا وهي الانحراف عن منهج الله، والوقوع في الزنا، والشذوذ الجنسي إلى آخر هذه الصور.
ولقد أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية بأن الأسباب الرئيسية لانتشار هذه الأمراض، وبأن أعلى الناس إصابة بهذا المرض هم أهل الانحراف والشذوذ، فما دامت هذه الأسباب الحقيقية موجودة في هذه المجتمعات، فلن تستطيع العلاجات والأدوية أن تحقق نجاحاً لهذا المرض إلا بتدمير هذه الرذائل، وبالعودة إلى الفضيلة، أو إن شئت فقل: بالعودة إلى منهج الله جل وعلا.