وهناك أمراض أخرى كثيرة انتشرت واستشرت كسرطان المستقيم، وسرطان الشرج، والسيلان، والزهري، وغيرها من الأمراض الفتاكة التي انتشرت كعقاب من الله عز وجل لهؤلاء الذين انحرفوا عن الفطرة، وشذوا عن منهج الله جل وعلا، وتحقق قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن ماجة في سننه، والحاكم في المستدرك، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع من حديث عبد الله بن عمر، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشت فيهم الأوجاع والأسقام التي لم تكن في أسلافهم)، وهذا كلام الصادق الذي لا ينطق عن الهوى.
أخي! أليس ربك هو القائل: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم:1 - 5]؟ يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشت فيهم الأوجاع والأسقام التي لم تكن في أسلافهم).
وإياك أن تظن أن هذا العقاب لهؤلاء الناس خاصة، كلا فليست من الظالمين ببعيد!! إنها سنة من سنن الله الثابتة التي لا تتبدل ولا تتغير؛ فإن الله جل وعلا ليس بينه وبين خلقه نسب ولا محاباة؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها: (يا فاطمة! اعملي؛ فإني لا أغني عنك من الله شيئاً).
ولو أن المسلمين فتحوا الباب على مصراعيه لهذه الانحرافات، ولهذه الصور الشاذة التي تتحدى منهج الله جل وعلا، فإن هذه الأوبئة وهذا العقاب ليس منهم ببعيد.
وها نحن بدأنا نرى بعض هذه الصور في مثل بلادنا وبيئتنا.
ونسأل الله جل وعلا أن يرد المسلمين إلى منهجه رداً جميلاً؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أيها الأحباب: هذا العقاب من الله سبحانه وتعالى بانتشار هذه الأوبئة الخطيرة والمدمرة لكل من انحرف عن منهج الله، ولكل من شذ عن منهج الله جل وعلا إنما هي قمة العدل، وهذا ما يقتضيه عدل الله سبحانه وتعالى إنه عقاب من الله سبحانه لكل من حاد لكل من شذ لكل من انحرف!!