وأخيراً: بماذا نعبد الله؟ والجواب في كلمات قليلة -فلقد أطلت عليكم- نعبد الله عز وجل بما شرعه لنا على لسان نبيه ورسوله المصطفى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وجماع الدين أصلان: الأول: أن نعبد الله وحده لا شريك له.
والأصل الثاني: أن نعبده بما شرعه على لسان رسوله، وهذان الأصلان هما حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فبالشهادة الأولى يعرف المعبود عز وجل، وبالشهادة الثانية يعرف الطريق الذي تصل من خلاله إلى المعبود عز وجل، إذ إن كل الطرق إلى الله مسدودة إلا طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف:110]، وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران:31].
ولله در القائل: من يدعي حب النبي ولم يفد من هديه فسفاهة وهراء فالحب أول شرطه وفروضه إن كان صدقاً طاعة ووفاء ما العبادة؟ من نعبد؟ لماذا نعبد؟ بماذا نعبد؟ أسئلة مهمة تحتاج إلى جواب دقيق صادق من كل مسلم ومسلمة، فهيا حدد لنفسك من الآن جواباً على هذه الأسئلة، والله أسأل أن يجعلنا وإياكم من الصادقين المخلصين، وأن يختم لنا ولكم بخاتمة الموحدين، وأن يحشرنا في زمرة سيد النبيين.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، وجزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.