الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا أيها الأحبة! أقول: إن السبب الثالث الذي دعاني لاختيار هذا الموضوع هو هذه الصحوة الكريمة المباركة، فإن هذه الصحوة من أجل أن تكون قوية بنّاءة مثمرة راشدة، فإنها في حاجة إلى منهج تربوي دقيق، يحميها من الانسياح والذوبان في أطر ومناهج مشوشة وملوثة، هذا المنهج التربوي الدقيق المنبثق من القرآن والسنة بفهم سلف الأمة هو وحده الكفيل -بإذن الله جل وعلا- أن يحفظ لهذه الصحوة ثمرتها، وأن يحفظ لهذه الصحوة جهدها، وأن يحفظ لهذه الصحوة عملها، هذا المنهج التربوي الدقيق المنبثق من القرآن والسنة بفهم سلف الأمة هو الذي يحفظ جهد الصحوة من أن يضيع كما يضيع ماء الأمطار بين الوديان والشعاب، وهو الذي يحمي الصحوة من الوقوع في أي تعامل خاطئ مع النصوص العامة أو الخاصة، بالاستشهاد بها في غير موضعها، أو في غير محلها، أو بدون تحقيق المناطات الخاصة والعامة التي لابد منها حتماً للربط ربطاً صحيحاً بين دلالة النصوص وحركة الواقع.
هذه الصحوة تحتاج إلى هذا المنهج التربوي المتكامل؛ لتستفيد منها الأمة، وليجعل الله تبارك وتعالى خيرها عاماً نافعاً، حتى لا ينطلق فرد أو جماعة أو أي فصيل حركي بعيداً عن هذا المنهج التربوي، فيخطئ ويحسب خطؤه على الحركة بصفة عامة.
إن قدر الله عز وجل لنا البقاء واللقاء فسوف يكون حديثنا في الأسبوع المقبل بإذنه تبارك وتعالى عن مصادر التربية الإسلامية، وهي: القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، ومنهج السلف باعتباره يمثل التطبيق العملي للقرآن والسنة.
أسأل الله جل وعلا أن يتقبل مني وإياكم صالح الأعمال، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وانصرنا على القوم الكافرين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.