العنصر الرابع من عناصر المحاضرة: أدب الخلاف، بعد ما توقفنا عند خطورة الخلاف، وذكرنا نوعي الخلاف، وأسباب الخلاف، نذكر أدب الخلاف، وما أحوجنا إلى أدب الخلاف، ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم الصدق والعمل.
الأمة تعاني من الفرقة، تعاني من الشقاق، تعاني من الخلاف، وأقول: لو اجتمع زعماء العرب كل ليلة، فلن تلتقي الصفوف، ولن تلتقي القلوب، ما دامت الأمة -على أيدي زعماء العرب- قد نحت شريعة ربها، لن تلتقي القلوب إلا على مصدر التلقي، ما هو مصدر التلقي وأصل اللقاء؟ القرآن والسنة، والله لن تلتقي الأمة إلا على هذا الطريق، والله مهما شرقت وغربت وخضعت وسجدت فلن تلتقي صفوف الأمة، ولن تتوحد كلمتها، ولن تأتلف قلوب أبنائها إلا إذا التقت الأبدان بعد القلوب على كلام علام الغيوب، وكلام الحبيب المحبوب {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام:153] فالسبل ضلال، والصراط المستقيم نجاة وسعادة وفلاح في الدنيا والآخرة.
(خط النبي عليه الصلاة والسلام خط على الأرض خطاً مستقيماً وقال: هذا صراط الله مستقيماً، وخط عن يمينه وشماله خطوطاً متعرجة وقال: هذه سبل، وعلى رأس كل سبيل منها شيطان يدعو إليه) فاختر لنفسك أن تسلك طريق الرحمن أو طريق الشيطان، وأسأل الله أن يرزقنا وإياكم سلوك طريق الرحمن، إنه ولي ذلك والقادر عليه.